الرئيسية ثقافة وفنون مؤتمر دولي بأكادير يدعو لتسريع إدماج الأمازيغية في السياسات العمومية وتوظيف التكنولوجيا لنشر المكون الأمازيغي

مؤتمر دولي بأكادير يدعو لتسريع إدماج الأمازيغية في السياسات العمومية وتوظيف التكنولوجيا لنشر المكون الأمازيغي

كتبه كتب في 13 يوليو 2025 - 00:01

خلص المؤتمر العلمي الدولي التاسع عشر، الذي نظمته الجامعة الصيفية بأكادير، إلى ضرورة تسريع وتيرة إدماج اللغة والثقافة الأمازيغية في مختلف السياسات والمجالات الحيوية، داعياً إلى توظيف فعال للتكنولوجيا الحديثة والوسائط الرقمية والسمعية البصرية في نشر المكون الأمازيغي بجميع تجلياته: الأدبية والفنية، التراثية والسياحية، إضافة إلى الأبعاد التاريخية والأركيولوجية والجمالية المرتبطة به.

وشدد المشاركون، في مخرجات المؤتمر الذي احتضنته عاصمة سوس ماسة، على أهمية دمج الأمازيغية في السياسات العمومية الموجهة لمغاربة العالم، والعمل على تجاوز ما وصفوه بـ”وضعية التمييز اللغوي والهوياتي”، وذلك في إطار تثمين الثقافة الأمازيغية كرافعة للدبلوماسية الثقافية ووسيلة فعالة لربط الجاليات المغربية المقيمة بالخارج بجذورها الثقافية والحضارية.

كما دعا المؤتمر إلى تعزيز الروابط الثقافية والحضارية واللغوية بين مختلف المناطق الأمازيغية في شمال إفريقيا، والمجال المتوسطي وجنوب الصحراء، بهدف ترسيخ الإطار الجيو-ثقافي الأمازيغي كجسر للتكامل الإقليمي، وتعميق الحوار بين الشعوب.

وأوصى المشاركون بوضع استراتيجية وطنية وإقليمية شاملة لتطوير الوعي بالهوية والثقافة الأمازيغية، وتفعيل المقتضيات الدستورية ذات الصلة، مع سن التشريعات القطاعية الكفيلة بترسيخ الطابع الرسمي للأمازيغية في المؤسسات العمومية، وعلى رأسها: التعليم، القضاء، الإعلام، الإدارات العمومية، الجماعات الترابية، الحالة المدنية، وإصدار الوثائق الرسمية.

كما تم التأكيد على ضرورة تفعيل القانونين التنظيميين المرتبطين بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وبالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، بما يضمن تمكيناً قانونياً ومؤسساتياً فعلياً للغة الأمازيغية.

في السياق ذاته، شدّد البلاغ الختامي الصادر عن الجامعة الصيفية بأكادير على أهمية دعم البحث العلمي في المجالات الأمازيغية، وتكوين الباحثين والباحثات المشتغلين على قضايا اللغة والثقافة الأمازيغية، إلى جانب عقد شراكات مع المؤسسات العلمية الوطنية، بهدف الارتقاء بالإنتاج المعرفي واستثماره في خدمة قضايا المجتمع والتنمية.

كما حثّ المؤتمر على استثمار الثقافة الأمازيغية كإطار جيو-ثقافي مشترك بين شعوب شمال إفريقيا، وجنوب الصحراء، والمنطقة المتوسطية والأطلسية، بما يخدم مصالح المغرب ويعزز أدوار القوة الناعمة في الدبلوماسية الثقافية والتنمية المشتركة.

مشاركة دولية واسعة

يُذكر أن المؤتمر، المنظم بتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجماعة الترابية لأكادير، ناقش موضوع “الأمازيغية والجيوثقافي بين الامتداد الثقافي والإفريقي والمتوسطي“، وشهد مشاركة 28 باحثاً وباحثة من المغرب وإيطاليا والسنغال، يمثلون 12 جامعة و16 مؤسسة جامعية، وُزعت أعماله على خمس جلسات علمية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *