أوقفت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش مؤخرًا مهاجرًا سريًا ينحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، على خلفية تورطه في اعتداء جسدي عنيف استهدف عون سلطة برتبة “مقدم”، أثناء مشاركته في حملة رسمية لتحرير الملك العمومي بمنطقة ممر مولاي رشيد بالمدينة القديمة، المعروفة بـ”البرانس”. وتعود تفاصيل الحادث إلى لحظة انخراط المقدم في تنفيذ حملة ميدانية ضد الفوضى التي يتسبب فيها الباعة الجائلون و”الفراشة”، الذين احتلوا الأرصفة والشوارع بشكل غير قانوني، في إطار خطة وضعتها السلطات المحلية بقيادة القائد المسؤول عن المنطقة.
وخلال تنفيذ الحملة، تفاجأ أعوان السلطة المحلية بهجوم مفاجئ شنّه الشاب المهاجر، الذي وجه لكمات متتالية إلى “المقدم”، وانهال عليه بالضرب في محاولة لثنيه وباقي العناصر عن مواصلة مهامهم. وأفادت مصادر متطابقة أن المهاجر لم يتقبل تدخل السلطة لتحرير الفضاء العمومي الذي استولى عليه دون ترخيص، فاختار اللجوء إلى العنف كوسيلة لترهيب الطاقم الإداري المشارك في الحملة، في مشهد صادم خلف استياءً واسعًا لدى من عاينوا الواقعة.
وسارعت عناصر الأمن والسلطة المحلية التي كانت تؤمن الحملة إلى التدخل، ليتم تطويق المعتدي وتوقيفه في وقت وجيز، قبل اقتياده إلى مركز الشرطة قصد التحقيق معه بخصوص الأفعال المنسوبة إليه. وتولت فرقة الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة، بهدف تحديد حيثيات الحادث وكشف ما إذا كان الموقوف متورطًا في قضايا أخرى.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الجاري، في انتظار استكمال التحقيقات وإحالته على أنظار النيابة العامة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه.
