في سابقة تنموية لافتة بالعالم القروي، شهدت جماعة تدرارت التابعة لعمالة أكادير إداوتنان مؤخرا افتتاح فضاء عصري لبيع اللحوم الحمراء والدواجن، تم تشييده بتمويل ذاتي، في خطوة اعتبرها متابعون نموذجا يحتذى به في تدبير الشأن المحلي بتراب عمالة أكادير إداوتنان.
ويأتي هذا المشروع، الذي رأى النور وسط تضاريس جبال إداوتنان، ليعكس رؤية جديدة لتأهيل المرافق الاقتصادية القروية، إذ تم تجهيزه بمعايير تضمن النظافة والسلامة والجودة في عرض اللحوم، وهو ما لاقى استحسانا كبيرا من طرف الساكنة والمجتمع المدني.
واعتبر فاعلون في الشأن التنموي أن هذه المبادرة الجريئة أحرجت جماعات ترابية أخرى تتوفر على موارد مالية أكبر، لكنها تفتقر إلى مشاريع مماثلة تخدم حاجيات المواطنين اليومية في بيئة آمنة وصحية.
ويشكل هذا السوق جزءا من تصور أوسع تروم من خلاله جماعة تدرارت تطوير البنيات التحتية ذات الطابع الاقتصادي، وتحسين ظروف تسويق المنتجات الغذائية، انسجاما مع دعوات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى تحديث الأسواق الأسبوعية، التي تعد شريانا أساسيا في الاقتصاد القروي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب عدة تحديات، أبرزها ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، فضلاً عن غياب مرافق تراعي معايير السلامة الصحية في عدد من المناطق.
ويرى متتبعون أن نجاح جماعة تدرارت في إنجاز هذا السوق بتمويل ذاتي ووفق تصور تشاركي، يفتح المجال أمام نقاش واسع حول أولويات الجماعات الترابية، ويطرح تساؤلات حول طرق صرف الميزانيات ومردودية المشاريع المنجزة.
