توصلت المصالح الأمنية مساء الأربعاء إلى مكان تواجد رجل الأعمال المختطف “م. ي” بعد أربعة أيام من الترقب والقلق، حيث تم العثور عليه في منطقة غابوية قرب دوار عين الشوكة بضواحي القصر الصغير، على بعد حوالي 40 كيلومترًا من طنجة. وكانت حالته الصحية مستقرة، وذلك بعد سلسلة من التحقيقات المكثفة التي قادتها الأجهزة الأمنية.
وقد اهتزت مدينة طنجة على وقع هذا الاختطاف المثير ليلة السبت الماضي، عندما اعترضت مجموعة مجهولة رجل الأعمال داخل مرآب إقامته السكنية بحي النجمة، حيث أجبروه على مغادرة سيارته تحت التهديد، واقتادوه بسرعة على متن سيارة “داسيا دوكر” إلى وجهة غير معلومة. وبمجرد تلقيها البلاغ، باشرت عناصر الشرطة القضائية تحقيقًا شاملاً، مستعينة بتسجيلات كاميرات المراقبة وشهادات سكان العمارة، كما بدأت بتعقب السيارات المشتبه في استخدامها في العملية.
وكشفت التحقيقات الأولية عن معطيات مثيرة، من بينها رصد سيارة تابعة لصاحب وكالة لصرف العملات في مسرح الجريمة، مما استدعى استجوابه. وقد نفى صاحب الوكالة أي صلة له بالقضية، مؤكدًا أن سيارته كانت مستأجرة، ليتم الإفراج عنه مؤقتًا مع وضعه تحت المراقبة الأمنية إلى حين انتهاء التحقيقات. وفي الأثناء، كانت عائلة المختطف تعيش لحظات من التوتر والترقب، بعد توصلها برسالة عبر تطبيق “واتساب” من رقم أجنبي يعتقد أنه للخاطفين، طالبوا فيها بفدية مالية ضخمة مقابل إطلاق سراحه.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن تكثيف العمليات الأمنية والضغوط المتزايدة التي مارستها عناصر الشرطة أجبرت الخاطفين في النهاية على التخلي عن الضحية في المنطقة الغابوية الوعرة بضواحي القصر الصغير. وقد عمل المختطف، في ظل عدم توفره على أي وسيلة للتواصل، على البحث عن مكان يلجأ إليه، لينجح في الوصول إلى أحد المنازل التي استضافته، حيث قام أهل المكان بإبلاغ الدرك الملكي، وفق ما أكدته المصادر ذاتها.
ورغم هذا التطور الإيجابي، لا تزال النيابة العامة تشرف على تحقيق قضائي لتحديد ملابسات الحادث وهوية جميع المتورطين، حيث لم يتم الكشف حتى الآن عن أي تفاصيل أخرى. فيما تواصل المصالح الأمنية عملياتها لضبط كل من له صلة بهذه الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي.