في خطوة هي الأولى من نوعها بمدينة أكادير، نظمت جمعية “جواهر النغم” ورشة تكوينية حول فن الملحون تحت شعار “فن الملحون نغمات ودروس عند أهل سوس”، وذلك بمشاركة عدد من المهتمين والمتذوقين لهذا التراث العريق.
وقد أشرف على تأطير الورشة الفنان المغربي “عثمان ساسي”، أحد رواد هذا اللون الفني بالمغرب.
خلال الورشة، استعرض “ساسي” أسس فن الملحون وأصوله التاريخية، مشيرا إلى أن هذا اللون الغنائي يعتبر جزءا من الهوية الثقافية المغربية، حيث يجمع بين الشعر والزجل والأداء الموسيقي المتميز.
كما أكد “ساسي” في تصريحه لـ”اكادير تيفي” أن مدينة أكادير، رغم طابعها السياحي والحداثي، قادرة على أن تكون حاضنة لهذا الفن، خاصة وأن جهة سوس عرفت بتأثيرها في الملحون، لا سيما مدينة تارودانت، التي كانت إحدى قلاع هذا الفن العريق.
من جهتها، أشادت “خديجة مصطلح” رئيسة جمعية “جواهر النغم” بهذه المبادرة، معتبرة أنها فرصة لإعادة الاعتبار لهذا الفن ونقله إلى الأجيال الصاعدة بعد تصنيفه كتراث اللامادي في اليونيسكو بالامم المتحدة، مؤكدة أن الجمعية ستواصل تنظيم ورشات أخرى لتعزيز حضور الملحون في المشهد الفني بسوس.
كما أعلنت “مصطلح” أن الجمعية ستنظم بشكل دائم دروسا في فن الملحون، سيتم خلالها تقديم تكوين مستمر للراغبات والراغبين في اكتشاف أسرار هذا الفن وتعلم قواعده مرة كل أسبوع بمقر الجمعية بحي الفضية بمدينة أكادير، مما سيساهم في نشره وضمان استمراريته.
وأضافت رئيسة الجمعية ان فن الملحون ازدهر تاريخيا في مدن مغربية عدة، منها فاس ومكناس ومراكش، غير أن تارودانت شكلت بدورها فضاء حيويا لهذا الفن، حيث كان لشعراء الملحون بها بصمة خاصة في تطوير القصيدة الملحونية، مستلهمين مضامينها من الحياة اليومية والثقافة الشعبية.
