في إطار الجهود المبذولة لمحاربة الغش في المواد الغذائية، نفذت عناصر المركز القضائي بسرية بوسكورة عملية نوعية بإشراف السيد يونس عاكفي، قائد المركز القضائي، ومتابعة دقيقة من السيد زكرياء القصراوي، قائد السرية، وبتعليمات من السيد عبد المجيد الملكوني، القائد الجهوي للدرك بالدار البيضاء. أسفرت هذه العملية عن حجز أكثر من طن من اللحوم الحمراء غير الصالحة للاستهلاك، كانت في طريقها إلى أسواق بوسكورة والدار البيضاء.
اللحوم، التي تضم أحشاء أبقار فاسدة، كانت تنقل في ظروف غير صحية، حيث كانت مكدسة في أكياس بلاستيكية تنبعث منها روائح كريهة ويغطيها الذباب، مما يظهر خطورة هذه الكمية الموجهة للاستهلاك. وبناءً على معلومات دقيقة، تمكنت عناصر المركز من إيقاف السيارة المحملة بهذه اللحوم الفاسدة في إحدى المدارات الطرقية. بعد توقيف السائق ومساعديه، تبين أن اللحوم كانت ستوزع على حوالي 10 جزارة في بوسكورة وبعض أحياء الدار البيضاء، الذين كانوا يبيعونها بأسعار زهيدة للمطاعم وباعة الأكلات الخفيفة.
كشفت التحقيقات أن هذه اللحوم كانت تأتي من أبقار غالبا ما تكون مريضة أو كبيرة في السن، مما يزيد من خطورتها الصحية. واستناداً إلى تقرير المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، تم اتخاذ قرار سريع بإتلاف الكمية المحجوزة بعد أن أكد التقرير عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري. تم تدمير اللحوم بحفر حفرة عميقة باستخدام معدات ثقيلة، ثم حرقها حتى التفحم قبل دفنها تحت الأرض.
لاقى هذه العملية ترحيباً كبيراً من المواطنين والمواطنات، إضافة إلى مختلف فعاليات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، بما في ذلك الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، الذين عبروا عن تقديرهم للمجهودات المبذولة من طرف النيابة العامة المختصة ترابيا وعناصر المركز القضائي في محاربة الجريمة والحفاظ على صحة المستهلك والنظام العام في المنطقة.