في واقعة غريبة من نوعها، انتهى رجل مغربي أربعيني يقيم في ماكاو خلف القضبان بعد محاولته سرقة عدة عبوات من البسكويت من أحد المتاجر في المدينة، مما أدى إلى تحويل حادثة تبدو بسيطة إلى قضية مثيرة للجدل. ووفقًا للتفاصيل التي كشفتها التحقيقات، دخل الرجل، الذي يحمل جواز سفر مغربيًا ويقيم في ماكاو بوضع غير مستقر، إلى المتجر مساء الثاني من فبراير، وكان بحوزته وثيقة تُعرف محليًا باسم “تصريح التجول”، وهي وثيقة تُمنح عادة للأفراد الذين ينتظرون الترحيل. تصرف الرجل في البداية كزبون عادي، لكنه سرعان ما بدأ في جمع عبوات من البسكويت من الأرفف، قبل أن يحاول مغادرة المتجر دون دفع ثمنها.
وعندما تعرف الموظفون عليه، حيث سبق أن تورط في سرقة من المتجر نفسه قبل شهر، قاموا بإيقافه وإبلاغ الشرطة. ومع ذلك، لم يبقَ الرجل هادئًا في انتظار وصول رجال الأمن، بل بدأ في إحداث فوضى داخل المتجر، محاولًا الإفلات من قبضة الموظفين. وفي خضم محاولته الفرار، دفع أحد الأرفف بقوة، مما أدى إلى سقوط مجموعة من البضائع على الأرض وإتلاف 23 قطعة إضافية، وهو ما كبد المتجر خسائر مالية بلغت نحو ألف باتاكا ماكاوي. وعلى الرغم من عدم تسجيل أي إصابات في الحادث، إلا أن الفوضى التي تسبب بها الرجل جعلت الشرطة تتعامل مع القضية بجدية أكبر.
وأثناء التحقيق، رفض الرجل الإجابة عن أسئلة الشرطة، مما زاد من الشكوك حول نواياه ودوافعه، ليتم إحالته إلى النيابة العامة لمتابعته بتهمة السرقة وإتلاف الممتلكات. ولم تُكشف تفاصيل إضافية حول تاريخ دخوله إلى ماكاو، إلا أن الشرطة أكدت أنه كان قد استُدعي للمثول أمام إدارة الهجرة قبل يوم واحد فقط من وقوع الحادث، مما يطرح تساؤلات حول وضعه القانوني واحتمالية وجود قضايا أخرى ضده.
وتسلط هذه القضية، رغم بساطتها، الضوء على واقع المهاجرين غير النظاميين في ماكاو، والتحديات التي يواجهونها في ظل قوانين صارمة لا تتسامح مع المخالفين. وبينما تبدو سرقة بضعة عبوات من البسكويت حادثة تافهة في نظر البعض، إلا أن تداعياتها القانونية ستكون حتمًا قاسية، خاصة عندما تتفاقم الأمور بفعل تصرفات طائشة تجعل من قضية بسيطة ملفًا جنائيًا قد ينتهي بحكم بالسجن والترحيل.
