على وقع هجمات باريس، دشن موقع فيسبوك خدمة تتيح لمستخدميه التعبير عن تضمانهم مع فرنسا عبر تظليل صورهم الشخصية بألوان العلم الفرنسي.
لاقت الفكرة استحسان مستخدمي فيسبوك إلا أن هاشتاغ #علم_فرنسا عكس تباينا في آراء وتعليقات النشطاء العرب الذين انقسموا ما بين مؤيد للفكرة و آخر معارض لها.
وندد مغردون بما وصفوه “نفاق وازدواجية” في التعامل مع القضايا العربية، وأزمات الشرق الأوسط. وكتب هشام عاشور في تدوينة له على فيسبوك : ” بلادنا اولي بأعلامها و خيرها ..مواقف متناقضة تجاه الإنسانية يتخذها فيس بوك يتفاعل أحيانا ويسكت كثيرا يشعرك أن من واجبك التعاطف مع ضحايا فرنسا.. يا ترى.. هل وضعت صورة علم سوريا الشام تضامنا مع الذي يحدث فيها .”
وكان الممثل المصري عادل إمام من بين من رأوا أن الدول العربية التي شهدت هجمات مشابهة كسوريا ولبنان والعراق هي الأولى بمثل هذا التعاطف والتضامن.
في المقابل، استنكر آخرون ممن قرروا وضع علم فرنسا كخلفية لصفحتهم الشخصية، الهجمة التي تعرضوا لها.
وردا على الاتهامات التي وجهت له، قال مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ في تدوينة له على فيسبوك:” الكيثر من رواد موقع فيسبوك تساءلوا عن عدم تفعيل ميزة ” الـتأكد من السلامة” وتطبيق تغير الصور الشخصية بألوان العلم الفرنسي، بعد التفجيرات التي هزت ضاحية بيروت الجنوبية، وغيرها من الحوادث المشابهة لما حصل في باريس.
واستطرد :” حتى وقت قريب كانت ميزة ” التأكد من السلامة” مقتصرة على الكوارث الطبيعية لكن أحداث باريس عجلت بتفعيل هذه السياسة التي كانت قيد التنفيذ.”
تأثيرات هجمات باريس وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط وقضاياها والجالية المسلمة واللاجئين السوريين كانت الهاجس الأبرز للمغردين العرب.فقد تصدر هاشتاغ #PrayForSyria قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على مستوى العالم.
وأشار مغردون من خلاله إلى أن ما يحدث سوريا لا يقل أهمية عما حدث في باريس. فعلقت المغردة جنا قائلة : ” كيري يعتبر هجمات باريس ضد الإنسانية ويؤكد على ضرورة الحوار مع النظام السوري بعد كل جرائمه. هل الإنسانية بباريس تختلف عنها في #سوريا. #PrayForSyria ”
وأكد مغردون أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يمثل الدين الإسلامي وطالبوا بالتصدي لظاهرة “الإسلاموفوبيا” التي قد تتداعى مع هجمات باريس.
ويظهر الرسم التوضيحي أسفله مقارنة بين الهاشتاغات العربية المنددة بهجمات باريس، والهاشتاغات المشيدة بها والتي يرجع أغلبها إلى مؤيدي تنظيم الدولة ومتشددين إسلاميين.
وكان مغردون فرنسيون قد جددوا دعهم لحكومتهم في ضرب معاقل تنظيم الدولة الاسلامية ودرء أي خطر من شأنه المساس بأمن بلادهم مستخدمين #noussommesunis أو “نحن متحدون” .ولاقى الهاشتاغ انتشارا واسعا فاق 100 ألف تغريدة ، تعالت خلالها الأصوات المطالبة الدولية لمحاربة الإرهاب.
كما تداول مغردون عبر هاشتاغ #minutedesilence أودقيقة صمت، مقاطع مصورة لوقفات تضامنية حول العالم تضمنت الوقوف دقيقة صمت تخليدا لأرواح ضحايا باريس.
#MonPlusBeauSouvenirDuBataclan أو “أجمل ذكرياتي عن بتكلان” هاشتاغ آخر نشر عبره مغردون فرنسيون صورا تظهر الجانب الجميل والمشرق من مسرح بتكلان، قبل الهجمات، في تحد واضح للإرهاب، مؤكدين أن الهجمات لن تنال من عزيمة الفرنسيين .
bbc