لم يكن المغاربة يعرفون من يكون مئير بن شبات، قبل أن يستمعوا إليه وهو يتحدث الدارجة في المؤتمر الصحافي، الذي أقيم الثلاثاء، بالرباط، ليعلموا أن الرجل، الذي ترأس الوفد الإسرائيلي في أول زيارة له إلى المغرب بعد تطبيع العلاقات، هو يهودي من أصول مغربية، ظل وفيا، مثله مثل جميع اليهود المغاربة المقيمين خارج أرض الوطن، للغته وثقافته وعاداته وجذوره.
تعود أصول مئير، الذي رأى النور سنة 1966، إلى عائلة يهودية تتحدر من منطقة سوس الأمازيغية، حسب ما ذكرت العديد من المصادر، مكونة من الأم عزيزة والأب مخلوف و14 إخوة، هاجرت إلى ديمونة بإسرائيل، حيث نشأ مئير وترعرع.
درس بن شبات العلوم السياسية وتخرج من جامعة تل أبيب. اشتغل في بداياته بمهنة المتاعب، إذ عمل مراسلا صحافيا لجريدة «ديمونة» إضافة إلى صحف أخرى محلية، قبل أن ينخرط في جيش الدفاع الإسرائيلي، ويتقلد بعد ذلك العديد من المناصب الهامة والحساسة بالدولة، سواء داخل «الشاباك» (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) أو داخل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ثم أصبح مستشارا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتانياهو، وواحدا من أقرب المقربين إليه وأمين سره، ورجل الثقة الذي يعول عليه في أداء العديد من المهام السرية، لذلك لقبته الصحافة الإسرائيلية ب»رجل المهمات الصعبة».
استطاع بن شبات، الذي يشغل اليوم منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، والمرشح لرئاسة «الشاباك» في 2021، أن يكتسب نفوذا كبيرا في إسرائيل وتأثيرا على مراكز القرار، بفضل حنكته وكفاءته، وعلاقاته المتشعبة مع العديد من رجالات الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بلدان العالم، مما أهله لقيادة المفاوضات، من أجل التطبيع مع العديد من البلدان الخليجية، إذ لعب دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاقات سلام مع الإمارات والبحرين، إضافة إلى المغرب، في ما يعرف بالاتفاقات الإبراهيمية، كما كان وراء قرار سماح السعودية بتحليق طائرات متوجهة إلى إسرائيل، فوق أجوائها، إضافة إلى إشرافه، بتكليف من رئيس الوزراء ناتانياهو، على الملف الإيراني.
لا يحب مئير بن شبات الظهور والأضواء. ويفضل الاشتغال في صمت وتحفظ. يصفه بعض الذين عرفوه عن قرب أو اشتغلوا معه، بأنه رجل شديد الذكاء، يعرف جيدا كيف يصل إلى هدفه، كما أشادوا بانفتاحه على جميع الثقافات والديانات، رغم أنه يهودي أرثوذوكسي، ويصنف من كبار صقور التيار الديني القومي داخل الدولة العبرية.
