الرئيسية يساعة 24 طلبة يكابدون “جحيم الحافلات” بأكادير .. سرقة وتحرّش وانتظار

طلبة يكابدون “جحيم الحافلات” بأكادير .. سرقة وتحرّش وانتظار

طلبة
كتبه كتب في 4 فبراير 2017 - 18:24

هي قصص يومية لطلبة وطالبات تبعد مقرات سكناهم عن المؤسسات الجامعية التي يتابعون بها الدراسة والتكوين. قصص كثيرة بعدد معاناتهم يتقاسمها مع القراء طلبةٌ يقضون جزءًا كبيرا من ساعات اليوم داخل هذه الحافلات، خاصة بعد دخول شركة جديدة للنقل إلى الخدمة بأكادير، والتي عملت على إلغاء النقل الخاص الذي كان مخصصا لطلبة الجامعة، وهو ما ضاعف معاناة مجموعة من هؤلاء الطلبة، إذ هناك من يقضي أزيد من 4 ساعات من يومه داخل هذه الحافلات، حتى يتمكن من حضور دروسه بالكلية ويعود إلى منزله في المساء.

ساعات داخل “الطوبيس”

يروي الطالب محمد معلوف لهسبريس فصول حكايته اليومية أثناء تنقله من منطقة بويكرى ضواحي عاصمة سوس نحو مقر كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، مؤكدا أن “معاناة الطلبة تضاعفت عندما قامت الشركة المكلفة بتدبير القطاع بإلغاء النقل المدرسي والجامعي المباشر، والاكتفاء ببطائق الاشتراك، وهو ما كانت له انعكاسات سلبية علينا كطلبة”.

ويضيف الطالب، الذي يتابع دراسته العليا بمسلك التحرير الصحافي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر، “صرنا ننتقل من حافلة إلى أخرى، ومن خط إلى آخر، من أجل الوصول إلى الجامعة؛ فنركب الحافلة رقم 40 من بيوكرى إلى إنزكان، ثم الحافلة رقم 19 إلى أكادير، أو 35 في اتجاه القطب الجامعي أيت ملول. وخلال هذه الرحلات المتعددة، نضطر إلى الاختلاط مع باقي الركاب، وهو ما يتسبب في الازدحام الخانق”.

ويُردف الطالب نفسه متمنيا أن تصل رسالته إلى مسؤولي الشركة بالقول إن “عدد الحافلات التي تتجه إلى بيوكرى قليل جدا، مقارنة مع حاجيات المنطقة سالفة الذكر، لا سيما مع تزايد عدد الطلبة المنحدرين منها. وفي ظل هذه الوضعية، فإن الرحلة من هناك إلى الجامعة تستغرق ساعتين من الزمن. وأثناء العودة وبعد تأخر الحافلات، لا تصل إلا بعد ثلاث ساعات أو أكثر. وهذا يعني أن الطالب استنزف مجمل وقته داخل الحافلة أو في انتظارها؛ وهو يؤثر سلبا على تركيزه وتحصيله العلمي”.

للصوص والمتحرشين نصيب!

الطالب معلوف يزيد، وهو يبسط معاناته وباقي زملائه الطلبة، بالقول إن “أخطر مشكل نواجهه هو غياب الأمن داخل هذه الحافلات، إذ إن طول المسافة بين إنزكان وبين بيوكرى يجعل الطلبة عرضة للسرقة وتهديد اللصوص بالأسلحة البيضاء. وإذا كان هؤلاء اللصوص يستهدفون جميع المواطنين، فإن الطلبة يكونون أكثر عرضة للاعتداء من غيرهم”.

ويردف المتحدث ذاته: “نحن كطلبة بيوكرى، نطالب المسؤولين بأن يوفروا لنا نقلا جامعيا مباشرا، وبأن يوفروا للركاب الأمن، خاصة في محطات إنزكان والقليعة وأيت ملول”.

سميرة. ع، الطالبة التي تتابع دراستها بشعبة الإنجليزية، معاناتها أكثر بكثير مما سرده زميلها معلوف؛ فهذه المتحدثة تكشف، في تصريحها لهسبريس الإلكترونية، عن أن “المسافة التي أقطعها من مقر السكن العائلي إلى الكلية تصل حوالي 20 كيلومترا، حيث أستخدم خطّين؛ رقم 32 ثم الرقم 05. وما يزيد من معاناتي اليومية هو أن الحافلات التي تشتغل بتلك الخطوط، وخاصة الخط رقم 32، قليلة جدا. وأمام هذه الوضعية، أضطر أحيانا لانتظار الحافلة حوالي ساعة أو الساعتين، خصوصا في الأوقات العادية؛ وهو ما يتسبب في تأخري عن الحصص الدراسية”.

وتزيد الطالبة، التي تقطن نواحي أورير، أن “الاختلاط بين الطلبة وبين العمال وغيرهم من الركاب يولد اكتظاظا شديدا داخل هذه الحافلات، بالرغم من أنني أحاول ألا أتسابق مع الشبان وهم يصعدون للحافلات، لأن هناك من يستغل فرصة الازدحام للسرقة والاحتكاك بالفتيات في أماكن حساسة عن قصد. وفي كثير من الأحيان، أتعرض للتحرش داخل الحافلات، من لدن مراهقين أو شبان بالغين ممن يتعمدون الالتصاق بظهري عن قصد؛ لكنني أصرخ في وجوه المتحرشين وأفضحهم، وكثيرا ما أحاول الركوب قريبا من السائق”.

وفي هذا السياق، تستطرد المتحدثة: “أدعو زميلاتي الفتيات، سواء كن طالبات أو غيرهن، إلى عدم السكوت لأيّ شخص ينتهك حرمة أجسادهن؛ فصمتهن هو موافقة مبدئية لأن يتمادى في الاعتداء على غيرهن، واسترخاص لقيمتهن” قبل أن توجه كلامها للضحايا “واجِهنَ المتحرشين ولو بالصراخ، وذلك أضعف الإيمان، لأن أغلب المكبوتين يخافون ولا يستحون”.

لا تختلف مشاكل سميرة عن مشاكل زميلتها ياسمين، التي تدرس بمسلك الدراسات العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير. ياسمين تؤكد، في تصريحها لهسبريس، “أنتظر أزيد من 35 دقيقة، بالرغم من أن الشركة المكلفة بالنقل حددت 15 دقيقة كأقصى مدة زمنية للانتظار؛ وهو ما يدل على استخفاف الشركة بنا نحن طلبة أورير، إذ إن الأمر ليس بهذا السوء بالنسبة إلى طلبة مناطق أخرى، قد تكون الشركة لا تخصص عددا كافيا من الحافلات لمنطقة أنزا”، مشددة على أن الشركة مطالبة بأن “توفر لنا هذه الخدمة التي ندفع لها مقابلا عنها، والطلبة يمثلون 70 في المائة تقريبا من الزبناء”.

تجدر الإشارة إلى أن هسبريس حاولت أخذ رأي الشركة المسيرة للنقل الحضري بأكادير بخصوص معاناة الطلبة، إلا أن شخصا بالشركة طلب منا كتابة رسالة إلكترونية عبارة عن طلب لمقابلة الشخص المسؤول، مع تحديد الموضوع ومحاور المقابلة، وهو ما تم القيام به فعلا، إلا أننا لم نتلق أي رد.

 

أم العيد / هيسبريس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *