الرئيسية نوستالجيا أكادير رجالات سوس التاريخية: العلامة أحمد الوجاني.. من جامعة الزيتونة إلى إمامة المسيرة الخضراء

رجالات سوس التاريخية: العلامة أحمد الوجاني.. من جامعة الزيتونة إلى إمامة المسيرة الخضراء

كتبه كتب في 9 أبريل 2023 - 21:30

من أبرز شخصيات الثقافة الأسلامية في مدينة أصيلة هو العلامة أحمد بن علي البودراري الوجاني، الذي كرس حياته لخدمة دينه ووطنه بتعليم العلوم الشرعية والتوجيه والنصح في مختلف المساجد، والمشاركة الفاعلة في نشاطات جمعية علماء سوس.

كان يفتخر بأنه قام بإمامة صلاة الجمعة في المسيرة الخضراء بأمر من المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله، والذي كان يلقبه بإمام المسيرة.

تميز بحرصه ونشاطه في نشر الوعي الديني والوطني، وعاش حياة غنية بالإنجازات والطموحات.

ولد في عام 1927 باكادير بوجان بإقليم تزنيت، وبعد أن حفظ القرآن في مسقط رأسه، سافر إلى عدة مدن مغربية لطلب العلم عند أشهر الفقهاء والعلماء، ثم اتجه إلى تونس حيث التحق بجامعة الزيتونة وحصل على شهادات علمية مرموقة.

أسس جمعية الطالب المغربي في تونس، وكان يشرف على شؤون الجالية المغربية هناك، وكان له دور في استقبال الزيارات الرسمية من المغرب. عاد إلى أرض الوطن بدعوة من الديوان الملكي، وعمل في وزارة الخارجية ثم في المعهد الإسلامي بتارودانت كأستاذ للعلوم الدينية. اختير لإلقاء خطبة الجمعة في المسجد الكبير بتارودانت.


بعد عودته إلى المغرب، شارك العلامة أحمد الوجاني في الحياة السياسية والإدارية، فتم انتخابه نائب رئيس للمجلس البلدي ورئيسا للمجلس الإقليمي لأكادير، ثم نائبا برلمانيا في انتخابات 1970، وكان من أقرب المعاونين لرئيس البرلمان. كما عضوا في الغرفة الدستورية.

انتقاله إلى الرباط بناء على تعليمات من الملك الحسن الثاني رحمه الله، فعمل في قسم المخطوطات بالخزانة العامة، وشارك في إعداد الملف المغربي حول الصحراء المغربية لتقديمه إلى محكمة لاهاي الدولية.

في الرباط، أصبح خطيبا معروفا في مسجد السنة ثم في مسجد بدر لمدة ثلاثين عاما. كما كان يعطي دروسا ومحاضرات دينية في مختلف المساجد والأماكن بالرباط وبأنحاء المغرب. وكان من المشاركين في المسيرة الخضراء، وصلى بالناس صلاة الجمعة عند عبورهم للحدود مع الصحراء.

وفاته رحمه الله في 11 محرم 1429هـ الموافق 20 يناير 2008 بالرباط، ودفن بها.

وقد تحدث عن تجربته في المعهد الإسلامي بتارودانت أحد زملائه، وهو الأستاذ عمر الساحلي المتوكل، فقال:

…جاء الأستاذ أحمد الوجاني من تونس في عام 1959، وكان قد تخرج من جامعة الزيتونة وعمل بها أستاذا، وأخذ جنسية تونسية. ولكن كان هناك صعوبة في تسوية وضعيته كأستاذ بالمغرب بسبب عدم اعتراف بشهادة جامعة الزيتونة. فساعده على استرجاع جنسيته المغربية قائد أحواز تزنيت، وهو من نفس منطقة وجان التي ينحدر منها. وقد لقي احتراما وتقديرا من إدارة المعهد والمجلس الإداري للجمعية التي أضافته إلى أعضائها. وقد تولى خطابة المسجد والدروس الدينية مقابل راتب من وزارة الأوقاف. ثم انتخب نائب رئيس للمجلس البلدي لتارودانت، ثم نائبا برلمانيا لدائرة أولوز في انتخابات سنة 1969

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *