الرئيسية منوعات دراسة: أول استغلال للزيتون بإفريقيا حدث بالمغرب

دراسة: أول استغلال للزيتون بإفريقيا حدث بالمغرب

كتبه كتب في 4 أبريل 2022 - 21:09

خلصت دراسة حديثة نشرتها مجلة “Nature” العلمية إلى أن أول استغلال للزيتون في أفريقيا يعود إلى 100 ألف عام، موضحة أن ذلك كان في الساحل الأطلسي للمغرب خلال الفترة الجليدية الأخيرة.

وتوصل فريق من الباحثين إلى هذه النتيجة بناء على أدلة أثرية، عبارة عن بقايا نواة الزيتون، وجدت في مغارات نواحي مدينة الرباط، تشير إلى تواجد هذه الأشجار على الساحل الأطلسي للمملكة خلال العصر الجليدي الأخير.

واعتمدت الدراسة، التي أشرف عليها علماء من النمسا وفرنسا والمغرب، على عينات من الفحم عثر عليها في عامي 2009 و2010 في مغاراتي “لمناصرة و”الهرهورة” نواحي الرباط، وعند تحليلها تبين أنها تحتوي على 81 في المائة من الزيتون البري.

ويعتبر هذا الاكتشاف أقدم آثار لأشجار الزيتون في البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية، في حين تشير دراسات سابقة إلى بقايا أشجار زيتون في الأراضي الفلسطينة المحتلة يعود تاريخها إلى حوالي 790 ألف سنة، وفي اليونان بعمر 60 ألف سنة.

ولم يتوقع الباحثون العثور على آثار للزيتون في المغرب، حيث كانت دراستهم تنصب على فهم النباتات التي حصدها الإنسان العاقل، وهو تحد حقيقي نظرا لأن بقايا النباتات نادرا ما تستمر آثارها مع مرور الوقت.

ووجد الباحثون أن نوى الزيتون كانت تستعمل كوقود للنار، نظرا لأنها تؤدي بعد طحنها إلى احتراق بطيء مع ألسنة اللهب لاستعمالها للطهي داخل الكهوف التي سكنها البشر قبل مئات الآلاف من السنوات.

وقال لوران ماركير، وهو باحث في علم الأحياء القديمة وأحد المشرفين على إعداد الدراسة، إن “وجود نوى الزيتون مكسورة دليل أيضا على أن قاطني المنطقة أكلوا ثمارها قبل إلقاء النوى في النار”.

من جانبه، قال إسلم بن عروس، أستاذ التاريخ في جامعة السوربون وأحد المشاركين في الدراسة، إن الاكتشاف “يلقي ضوءا جديدا على سلوكيات الإنسان البدائي في منطقة عرفت اكتشافات أخرى حاسمة حول تاريخ جنسنا البشري”.

تبعا ذلك، خلصت الدراسة إلى أن “الاستخدام الواعي” لثمار الزيتون في مغارتي المناصرة والهرهورة، نواحي الرباط، دليل أيضا على تنوع “استراتيجيات الكفاف” لدى قاطني المنطقة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *