الرئيسية مواقف وأراء الشباب والإنسلاخ عن الهوية الثقافية المغربية..الأسباب والمظاهر

الشباب والإنسلاخ عن الهوية الثقافية المغربية..الأسباب والمظاهر

كتبه كتب في 31 يوليو 2022 - 18:05

لا يخفى على أحد أننا كشباب جيل يعيش أزمة هوية ثقافة بكل ما لها معنى .زمننا  زمن التوهان حيث تتقذفنا أمواج الحداثة والتحرر من جهة ، وأمواج الأعراف والتقاليد وكل ما هو ثقافي متجذر من جهة أخرى.ليصبح بذلك واقعنا كواقع الغراب المعلوم، فلا نحن حداثيين نواكب التطور ولا نحن متشبثين بهويتنا وتقاليدنا نفتخر.

فما هي أسباب هذه المعضلة الاجتماعية ؟

 وما هي تمظهرات هذه المعضلة في واقعنا ؟

وهل هناك أمل للجيل القادم في تجنب  تنامي هذه الأخيرة الى شيء  أكبر “كارثة اجتماعية”؟

بداية وقبل الإجابة عن أسئلتنا تجدر الإشارة إلى أن حديثنا عن الشباب دون الفئات الأخرى نابع عن إيماننا الراسخ أن الشباب هم المرآة التي ينعكس بها وعليها كل المتغيرات والمستجدات بالمجتمع ، والتي قد تتشكل في أوضاع صحية إيجابية أو على العكس من ذلك أوضاع مرضية سلبية ، فالشباب وما يتجسد لديه وبه يمثل النبض الحقيقي لمجريات الأوضاع وطبيعة الأمور بالمجتمع الذي تعيش به تلك الفئة.

 إن الإجابة عن سؤالنا الأول لن يكون أكثر من تذكير فقط  فمعظم الناس يعلمون الأسباب التي قادت شبابنا إلى ماهم عليه من توهان ثقافي.وتنقسم الأسباب لمجموعة من الأقسام .

قسم  يتعلق بمؤسسة الأسرة :دور الأسرة الذي كان يقوم على التوجيه وتأصيل قيم المجتمع في الفرد منذ نعومة أظافره صار غائبا.وتم تحييد مفهوم الأسرة عن سياقه الصحيح وأصبح مقتصر دورها  في الانشغال فقط  بالجانب المادي دونا في عن الجانب التربوي الذي  كان لوقت قريب أهم أسس في تكوين أسرة .

قسم متعلق بالإنترنت بشكل عام : إن هذه الخدمة الجليلة كفيلة بالرقي بالمجتمعات كما هي كفيلة بجعل ذات المجتمعات أسفل درجات الانحطاط،وذلك ما حدث لنا للأسف .ولن استغرق في الحديث عن هذا القسم بحيث بضغطة زر على أيقونة اليوتيوب تختصر صفحات مكتوبة من وصف مدى السفالة  التي يشهدها مجتمعنا الافتراضي والتي ليس لها أية علاقة بثقافتنا كمغاربة.

 قسم متعلق متعلق بما هو اقتصادي : مما لاشك فيه أن الأوضاع المزرية التي يعيشها الشباب في بلادنا لها دور فعال في انسلاخه عن هويته وهروبه نحو التشبث بهوية الدول المتقدمة في محاولة بائسة لنسيان واقعه .

أما بالنسبة  لتمظهرات هذه الأزمة  فهي واضحة  وضوح الشمس نقف عندها في جميع لحظات نهارنا دون إدراك أو ربما تغافلا متعمدا منا. تصادف شبان مراهقين مغاربة نمط عيشهم  امريكي مهجن،بشعر أشعث و لوح تزلج في أيديهم وكذا كلمات بالإنجليزية  تتوسط حديثهم لايعرفون غيرها.وآخرون يعتبرون أنفسهم من الجالية الكورية بالمغرب يعتبرون عيونهم الواسعة خللا جينيا ولاؤهم الوحيد هو لمجموعة غنائية تدعى bts.

ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد ، ولكن للأسف تعداه الى ماهو أخطر من ذلك فصار هناك ارتباك حتى في الهوية الجندرية  وهو ما أفرز لنا العديد من الشباب المثليين والذين بدورهم يصيحون أن عدم تقبل المثلية الجنسية رجعية وتخلف. وعلى غرارهم “صاحبات روتيني اليومي ” صحن وقلن “اللهم ندير روتيني اليومي ولا نفسد شكون واخلص عليا الكرا”.

كل هذه التمظهرات كانت تنخر بنية مجتمعنا  المغربي .حتى أصبح الغير العادي مألوفا والمألوف تخلفا والسيء حسنا والحسن سيئا.

استيراد الهوية الثقافية وتبنيها وطمس هوية الأجداد والأرض لم يكن يوما تقدما .وإلا لرأيت اليابان تستغني عن الانحناء  للتحية وعن فن الكابوكي ولباس الكيمونو…الخ

لست بعالم مستقبليات ولكن الواضح أن القادم لا يبشّر بخير.وذلك ما لم يتم  تكثيف حملات التوعية والمصارحة مع ذاتنا الجماعية  التي تفقد شيئا فشيئا خصائصها وتميزها عن باقي الذوات فالوضع سيتفاقم والأسوأ أنه لن يكون لنا وجود” وأقصد بذلك نحن كهوية “

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *