الرئيسية مواقف وأراء في زمن الحجر..تلامذتنا ينتظرون الإنصاف فهل تستجيب الوزارة لتقويم عادل مرعاة للظروف الحالية الاستثنائية؟

في زمن الحجر..تلامذتنا ينتظرون الإنصاف فهل تستجيب الوزارة لتقويم عادل مرعاة للظروف الحالية الاستثنائية؟

كتبه كتب في 20 يونيو 2020 - 21:10

منذ أن تم إعلان حالة الطوارئ ، وفرض الحجر المنزلي على كل فرد عاما كان أو موظف او مقاول او مدرس او متعلم في القطاع العام او الخاص…حيث تولدت الكثير من المشكلات والصعوبات والإكراهات، وحصلت الكثير من النتائج العكسية، وخصوصا في قطاع التربية والتكوين، حيث تم اللجوء للتعليم عن بعد، من خلال استعمال شبكة الانترنت، حيث يكون المتعلم في مكان مختلف عن مصدر المعلومات (الفصل الدراسي)، ويتم عبر هذه الوسائل التقنية نقل البرنامج التعليمي من المؤسسة التعليمية أو من المدرس إلى أماكن متفرقة في البيوت، وفي أماكن الحجر المنزلي، حيث المتمدرس يتلقى الدروس وكأنه في قسم افتراضي.

لكن من معيقات هذا التعليم الرقمي، أنه يساوي بين المالك للتقنية ولشبكات التواصل، وبين من لا يملك حتى الوسائل والأدوات التعليمية البسيطة، فبالأحرى أن يتوفر على موارد مالية ورقمية، مما يخلق هوة بين المتعلمين، وبالتالي غياب الانصاف والمساواة في اكتساب المعلومات والمادة التعليمية.

فهل أطفال وتلاميذ الأطلس الصغير والمتوسط والكبير قادرون على الوصول الى مصدر المعلومات وتحصيل المواد التعليمية عبر شبكات الانترنت وبرامجها الرقمية؟ هل تمتلك أسرهم أرصدة مادية لاقتناء التجهيزات والوسائل الالكترونية كشرط للاستفادة من التعليم عن بعد؟هل هناك بنية تحتية كفيلة تسمح للتواصل على شبكة الأنترنيت؟ إنه ليس هناك لا بنية تكنولوجية تحتية من معدات وأجهزة وخطوط اتصال ملائمة، لا في محيطهم الاجتماعي والجغرافي ولا في وسطهم العائلي، مما يدل على وجود انفصال وانقطاع تام عن العالم الافتراضي في هذه المناطق النائية، إذا استثنينا الأجهزة التلفزية والاذاعية؟ إذن فهل حقق التعليم عن بعد دوره في نقل وتطعيم عقول تلامذتنا بالمعارف الأساسية والضرورية ، وبالتالي كيف سيقوم التلاميذ في امتحانات لا توفر شروط وظروف الإنصاف والمساواة بين الجميع؟؟

وحتى حين اكدت الوزارة على أن الإمتحان لن يشمل إلا المقروء إلى غاية :  14 مارس 2020، فإن ذلك يخلق إشكالات متعددة من قبيل:

ـ كيف سيمتحن تلميذ الباكالوريا عن مواد انقطع عنها لمدة ثلاثة أشهر، البعض سمحت له الظروف ليدعم في مكوناتها بوسائل مختلفة: وسائل رقمية متوفرة، وأساتذة افتراضيون متوفرون، وإخوة وأخوات لمستويات تسمح لهم أن يدعموا في هذه المواد داخل بيوت الحجر المنزلي، لكن التلاميذ الذين انقطعوا عن الدروس الحضورية من 14 مارس، ولم تسعفهم ظروفهم المادية والاجتماعية من التواصل الالكتروني مع أساتذتهم أو المواقع التربوية…كيف سيتم التقويم بين الإثنين؟

إن الانقطاع لمدة ثلاثة أشهر عن الدراسة الحضورية له عواقب كثيرة على تعلمات التلاميذ، والتقويم يجب أن يحصل مباشرة بعد التوقف، وليس بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر…وكان الأولى أن يؤخر الامتحان الى ما بعد الفترة الصيفية، وتحديد فترة لإعادة التحصيل والدعم والتقوية الحضوري، حتى يتسنى للجميع الذهاب إلى قاعات الامتحان في شروط منصفة ومتساوية ومتكافئة.

وإذا كانت الوزارة قد جعلت باقي المستويات الأخرى، تنتقل بشكل آلي الى المستوى الأعلى مع مرونة في المراقبة المستمرة، وفي مجالس الأقسام، كان الأجدى والأنسب أن يتم التفكير بنفس الروح الإنسانية والتضامنية والتربوية مع تلاميذ السنة الختامية من التعليم الثانوي التأهيلي.

فالمجتمع كله متضامن مع أفراده وجماعاته، والمجتمع كله يد واحدة لبناء قيم اجتماعية تضامنية عز نظيرها، فكان كذلك أن نفكر بطريقة تضامنية لفائدة هؤلاء التلاميذ الذين سيجتازون الباكالوريا، خصوصا وأننا لا نملك أدوات قياس الكترونية لمعرفة منسوب ونسب نجاح هذا التعليم عن بعد.

كما ان الدروس الحضورية مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر ربما قد لا يبقى إلا الشيء القليل المترسب في أذهان وعقول هؤلاء التلاميذ لأن هذه الدروس الحضورية لا تكتسب إلا بالتتبع والتقييم والمواكبة.

وما يبقى أملا عند هؤلاء التلاميذ أنهم يتفاءلون خيرا بأن الامتحان سيكون في متناول الجميع، ونرجو أن يكون هذا التفاؤل في محله، ويقوم التلاميذ بحسب الظروف الاستثنائية الحالية حتى يفرح الجميع، ويتفاعل الجميع، وينجح الجميع، لتخفيف وطأة هاته الجائحة على الأسر المغربية بكامل شرائحها و فئاتها وطبقاتها، فهل سنفرح جميعا لنجاح أبنائنا وبناتنا؟

ومن جملة ما يتم تداوله ويقترح في الساحة التربوية من لدن بعض أباء التلاميذ واوليائهم بسبب ما يعيشونه من ضبابية لاحدود لها في كيفية احتساب المراقبة المستمرة بالنسبة لجميع التلاميذ وخاصة في التعليم الثانوي التأهيلي ،مفاده أن الدورة الثانية غير مكتملة وغير تامة، بل إن الفروض الأولى التي أنجزت في هاته الدورة لا يمكن أن يقاس بها مستوى تعلمات التلاميذ وتقييمها لان التقييم يشمل عددا محددا من الفروض مع أنشطتها الموازية، وكما أن هناك مستويات لم تنجز

أي فرض في الدورة الثانية، كما أن هناك فئة من التلاميذ الذين برروا غيابهم بشواهد طبية فكيف يمكن إنجاز فروضهم بعد تبرير الغياب بشواهد طبية أو لظروف قاهرة لدى يقترح مجموعة من الآباء والتلاميذ احتساب أعلى نقطة محصلة في فروض المراقبة المستمرة في كل مادة ولجميع التلاميذ على شاكلة الطريقة التفاضلية المعتمدة في نقط الباكالوريا للدورتين الاولى والاستدراكية، لبلوغ الفرحة الكبرى لجميع ابنائنا وبناتنا؟فهل من استجابة لهذا المقترح التربوي الرصين.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *