الرئيسية ثقافة وفنون الراحل مبارك أيسار.. مسيرة حافلة لفنان ترك 470 شريطا غنائيا وانتهت حياته بالمعاناة

الراحل مبارك أيسار.. مسيرة حافلة لفنان ترك 470 شريطا غنائيا وانتهت حياته بالمعاناة

كتبه كتب في 31 مايو 2020 - 21:53

عشق الفن منذ أن كان طفلا يستمع لأغاني الحاج الدمسيري

يعتبر الرايس مبارك أيسار من بين رواد الأغنية الأمازيغية الذين حظوا بعشق الجماهير وبشهرة كبيرة لدى عشاق الطرب الامازيغي، ولاسترجاع حياته تعود بكم أكادير تيفي إلى مراحل حياة هذا الفنان الذي عاش كبيرا وانتهت حياته على واقع المعاناة.

ولد مبارك حدوش المعروف باسمه الفني الرايس مبارك أيسار سنة 1950 بدوار تابولعوانت، قبيلة إداويسار، دائرة تمنار بإقليم الصويرة وهو أب لأربعة أبناء بنتان وابنين، ترعرعوا في أسرة متواضعة بالأحياء الشعبية لمدينة الدشيرة الجهادية التي تعتبر مركز العديد من الفنانين بسوس.

 كانت بداية المشوار الفني لأيسار وهو طفل صغير يتردد على الكتاب القرآني عندما حضر لإحدى الحفلات الفنية للمرحوم الحاج محمد الدمسيري بقرية تغازوت رفقة الحاج المهدي بنمبارك، وكان حضوره واستماعه لأغاني الدمسيري بمثابة عاصفة فنية أيقظت عشقه الكبير لفن الروايس، وهنا كانت لحظة مهمة في حياته أحس فيها بانجذاب طفولي حميمي نحو الفن الأمازيغي، لتنمو بعد ذلك موهبته الفنية في سماء الأغنية الامازيغية القديمة.

بداية المشاركة في المناسبات

بدأ المرحوم مبارك أيسار أولى مشاركته عندما كان في جولة فنية رفقة الرايس إبراهيم بوتازارت، دامت ستة أشهر، قبل أن يبادر بالاتصال بالفنان الحسين بولهوى بمدينة أكادير الذي تعلم منه العزف على آلة الرباب، كما تعلم أيضا على يد الفنانين أحمد أمنتاك وإبراهيم أشتوك، عبدالله أوضيض والرايس بلخير في سنوات الستينيات

بداية الفنان الشاعر مبارك أيسار كانت بغناء أعمال فنانين سبقوه في الميدان أمثال المرحوم الحاج محمد الدمسيري وأحمد أمنتاك والعربي المتوكي، إضافة إلى أغاني الحاج عمر واهروش، قبل أن يصدر أول أبوم فني أواخر السبعينيات، وهو الألبوم الذي تضم أغنيته الشهيرة ” ءينا حنا سلعاقل ءيكا تزانات “، واستمرت رحلته الفنية بعد ذلك مع الإبداع عبر أغاني عاطفية وغزلية أسرت عشاقه، خاصة أنها تضم حكما ومواعظ ودروس من التجربة الحياتية كما كان معروفا عند أغلب رواد الأغنية الأمازيغية في الزمن الجميل.

أبدع في أغاني وطنية 

مبارك أيسار أبدع أيضا في الأغاني الوطنية التي تغنى فيها بعيد العرش وقضية الصحراء المغربية وقضايا أخرى التي كانت تهم المجتمع المغربي، اعتمد فيها على ألحان شجية يؤدي على إيقاعها بصوته الذي يعتبر من أجود الأصوات الغنائية الأمازيغية التي عرفتها منطقة سوس إلى يومنا هذا، وهو ما جعل تجربته الفنية تجربة غنائية متميزة في الساحة الفنية الأمازيغية

تعلم المرحوم على يد فنانين رواد في صغره، وعلى يده تخرجت أيضا مجموعة من الأسماء فيما بعد من بينهم الفنانين الرايس الحسين أمراكشي، وحسن أرسموك الذي بصموا على عطاء متميز في مجال فن الروايس.

بداية المعاناة

بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع الفني دامت 43 سنة من الإنتاج الكبير، الذي يعادل حسب المهتمين 470 شريط غنائي، قدر للفنان مبارك أيسار في أواخر التسعينيات أن يصاب بشلل نصفي أفقده القدرة على الكلام ومواصلة الإبداع، إلا أن عشقه لجمهوره ولفنه كان زاده ليقاوم المرض ويصدر أخر شريط له بصوته رفقة إبنه محمد قبل أن يغادر الساحة الفنية نهائيا بعد تطور مرضه، وتوفي يوم الأحد 31 ماي من سنة 2009 بعد أن عاش معاناة قاسية مع عائلته لسنوات طويلة.

انطفاء شمعة أيسار

انطفأت شمعة الفنان أيسار في سماء الأغنية الأمازيغية تاركا مقاطع مازالت تغنى من طرف فناني اليوم، بل هناك من طور فيها وجعلها تقدم بطريقة عصرية محافظا على لحنها الأصلي، ورغم أن الذاكرة الإنسانية قد تنساه إلا أن إبداعاته الغنائية مازالت متداولة بين عشاقه في جميع ربوع المملكة

من إعداد أكادير تيفي

https://www.youtube.com/watch?v=EwPy4nXUdyQ

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *