الرئيسية يساعة 24 العزلة تفرض على “نساء آيت آحمد” أعمالا شاقة نواحي تزنيت

العزلة تفرض على “نساء آيت آحمد” أعمالا شاقة نواحي تزنيت

كتبه كتب في 31 ديسمبر 2016 - 12:26

أكادير تيفي

هي واحدة من المناطق القروية النائية بإقليم تزنيت، وبين جبال أكستها التساقطات المطرية الأخيرة حلّة جديدة، تُبهر الناظرين، توجد مداشر تنتمي إداريا إلى الجماعة الترابية آيت أحمد، دائرة أنزي؛ غير أن الوصول إليها يُجبرك حتما على سلك طرق فرعية غير مُعبّدة، حوّلتها مياه المجاري المائية إلى مسالك خطيرة وعصية عن الاستعمال، وهي التي تمتد على مسافة تتجاوز العشرة كيلومترات، انطلاقا من مركز الجماعة.
تاغرات، أنمس، آيت عبد الرحيم، توكارت، تضرضورت، هي أسماء لمداشر توزعت بالمنطقة، القاسم المشترك بينها هو أن الوصول إليها صعب، وتستفحل هذه الصعوبة مع كل موسم أمطار والذي يفرض حصارا شديدا وعزلة قاهرة على أهالي تلك الدواوير.. ولما لم تجد بعد النداءات المتكررة لهؤلاء أية التفاتة من المسؤولين عن تدبير الشأن العام المحلي والإقليمي، فقد قررت نساء المنطقة الخروج من بيوتهن الريفية في محاولة لإصلاح بعض المسالك المتضررة؛ وهي الخطوة التي أبرزت حجم جراح ساكنة تلك المداشر.
وعورة تضاريس المنطقة وقساوة الطبيعة انضافت إلى العزلة المفروضة على فئات اختارت الاستقرار بأرض أجدادها، والتعلق بتفاصيل الحياة اليومية البسيطة؛ فيما دفع غياب أية فرص لحياة أفضل فئة الشباب إلى الهجرة نحو المدن المغربية أو إلى خارج الوطن بحثا عن لقمة عيش أفضل، لتبقى النساء والكهول الفئة التي لا خيار لها، غير الانصياع لسندان قسوة الطبيعة ومطرقة إهمال المسؤولين، فكانت كل سنة تمضي إلا تتكرّر معها المعاناة ذاتها، وأحوال هذه القرى البعيدة تزداد سوء.
ومن المشاهد التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلّي بإقليم تزنيت خلال الأيام القليلة الماضية، والتي ضمّها شريط فيديو انتشر انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشهد لنساء ينحدرن من دوار “تغرابت” في لباسهن المحلي وهنّ منهمكات في استخراج مواد رملية باستعمال معاول ونقلها عبر عربات يدوية لتغطية حُفر ومخلفات مجاري المياه بأحد المسالك الفرعية الموصلة إلى دوارهن، لفسح المجال لعربات معدودة على رؤوس الأصابع للمرور، بغرض تموين المنطقة ببعض اللوازم الأساسية أو نقل المرضى والقاصدين إدارات لقضاء مآربهم.
وجاء على لسان هؤلاء النسوة أن الجماعة الترابية “تخّلت” عنهن، على الأقل في مجال إصلاح وترقيع الطرق، موردات ضمن الشريط نفسه أن العملية تتكرّر كل سنة، ومجهودهن يذهب سُدى، كلّما نزلت أولى القطرات المطرية، التي تُرجع حالة تلك المسالك إلى سابق وضعها؛ وهو ما يعني توقف المرور بها، وبالتالي دخول هذه المناطق في العزلة المُعتادة، غير أن التشبث بالحياة الريفية الهادئة والاستماتة في مُقاومة كل أشكال التهميش بتلك الوسائل البسيطة ورضوخ أجساد هؤلاء النسوة لمثل هذه الأعمال “الشاقة” لخير دليل عن التعلّق بـ”تمازيرت”، وعن قيم التضامن بين أفرادها، رجالا ونساء.

رشيد بيجيكن_هسبريس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *