الرئيسية يساعة 24 بوكوس: وضع الأمازيغية يتسم بالمفارقة بعد 4 سنوات من ترسيمها

بوكوس: وضع الأمازيغية يتسم بالمفارقة بعد 4 سنوات من ترسيمها

كتبه كتب في 17 أكتوبر 2015 - 13:21

لمْ يُخْفِ عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، عدمَ رضاهُ عنْ وضعية الأمازيغية في الوقت الراهن، حيث قالَ، في كلمة له خلال مائدة مستديرة نظمها المعهد بمناسبة تخليد الذكرى الرابعة لخطاب أجْدير، “بعْد مرور أربع سنوات على الدستور الذي أقرَّ برسمية الأمازيغية، يمكن القول إنَّ الأوضاع العامّة للثقافة واللغة الأمازيغيتيْن تتسم بنوْع من المفارقة”.

وذهبَ عميدُ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أبْعدَ من ذلك، معتبرا أنَّ وتيرَة العمل المشترك الذي كانَ قائما بيْن إدارة المعهد وبعض الوزارات، مثل وزارة التربية الوطنيّة ووزارة الثقافة خلالَ الفترة التي أعقبتْ ترسيمَ الأمازيغية في دستور 2011، ما فتئت تنحسر مع مرور الزمن، بعدما كان انخراطُ هذه المؤسسات مكثفا، وأوضح: “يُمكن أنْ نقول اليوم إنّ وتيرة العمل المشترك قدْ عرفتْ تراجُعا”.

غيْرَ أنّ بوكوس اعتبرَ حصيلة ما تحقّقَ للأمازيغية منذ خطاب أجدير سنة 2001 إلى غاية الآن، مقارنة بالوضعية التي كانتْ عليها قبْل هذا التاريخ، “حصيلة لا بأس بها إنْ لم نقُلْ مُشرّفة”، مضيفا: “هناك فرق شاسع بين الوضعيّتيْن”، لكنّه لمْ يُخْف أنَّ الأمازيغ كانوا ينتظرون حصيلة أفضل مما تحقق لحدّ الآن، موردا “كان بودّنا أن نقول إنها حصيلة تامّة، وإنَّ المغربَ حقّق الأهمّ في مسار النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتيْن”.

وفي مقابل تنويهه بإدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية و”النهضة” التي عرفها الإنتاج الثقافي الأمازيغي وولوج الأمازيغية إلى الإعلام العمومي، واعتباره كل ذلك “أمرا مهمّا جدّا”، فإن بوكوس يرى أنَّ تدريس اللغة الأمازيغية لا يرقى إلى ما هو مطلوب، مستدلا ببعض الإحصائيات التي نشرتها وزارة التربية الوطنية، من كون عدد التلاميذ الذين يتعلمون الأمازيغية، منذ موسم 2003-2004 إلى الآن، لا يتعدّى 11 في المائة.

عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية انتقدَ تكليفَ عدد، قال إنّه “كبير”، من أساتذة اللغة الأمازيغية بتدريس لغاتٍ أخرى، بداعي وجود نقص في أساتذة باقي الموادّ، مبرزا أن: “جُلّ الأساتذة الذين تمّ تكليفهم بتدريس موادَّ أخرى هم أساتذة متخصّصون في تدريس اللغة الأمازيغية، وهذا سيُعيق عمليّة تدريسها”، لافتا إلى أنَّ عددا من مسؤولي قطاع التربية الوطنية غيرُ منخرطين في ورش تعميم تدريس اللغة الأمازيغية.

وعبّرَ بوكوس عن رفْضه تبْريرَ تعثّر تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بانتظار صدور القوانين التنظيمية للأمازيغية، قائلا: “نحنُ أمامَ مفارقة غريبة، ففي حين إنَّ اللغة الأمازيغية أضحتْ لغة رسمية، لكنَّ البعْض ما زالَ يرى أنّ تعميم تدريسها مرتبط بصدور القوانين التنظيمية، وهذا أمر غيرُ سليم”، وأضاف: “الأمازيغية، كما العربية، تراث مشترك لجميع المغاربة، ولا ينبغي أن تكون هناك تبريرات تعيقُ تعميمَ تدريسها، خاصّة وأنّ الدستور قدْ حسمَ في هذا الموضوع”.

وفي حينِ لا يُعْرفُ متَى ستُفرج الحكومة عن القوانين التنظيمية المتعلقة بالأمازيغية، قالَ بوكوس إنَّ السؤال السابق لإخراج هذه القوانين يدور حول مضامينها، والمقاربة التي سيتبعها المسؤولون الحكوميون وممثلو الأمة في غرفتيْ البرلمان، وكيفيّة أجْرأة المقاربة التشاركية، داعيا إلى مُواكبة القوانين التنظيمية بمراسيمَ تطبيقيّة، “وإلا ستلْقى الأمازيغية نفس مصير بعض المؤسسات المفتقرة إلى المراسيم التطبيقيّة”، على حدّ تعبيره.

أكادير تيفي _ محمد الراجي _هيسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *