الرئيسية يساعة 24 سرطان الفساد ينهش الجسم الجمعوي بالدراركة

سرطان الفساد ينهش الجسم الجمعوي بالدراركة

كتبه كتب في 10 سبتمبر 2017 - 20:15

أكادير تيفي /عثـــمان أغــــزاف

يعرف العمل الجمعوي بالدراركة فورة في إطارها التنظيمي , فإذا تكلمنا بلغة الأرقام عن الحجم الكمي لها فسنجد ما بين 200 و 300 جمعية داخل تراب هذه الجماعة , هناك جمعيات نشيطة وفاعلة , تمارس دورها في التأطير والتحسيس والتنمية , وتلعب باتقان دور الوساطة بين المواطنين ودوائر السلطة و تشارك في اتخاذ القرارات وصنعها وبلورتها ومتابعة تنفيذها وتمارس نوع من الرقابة الأدبية على الهيئات المنتخبة والتنفيذية, لكن إذا تأملنا في الواقع المرير سنجد أن الحقل الجمعوي بالدراركة تطفلوا عليه أناس  جامدين , انتهازيين و مجردين من المصداقية , مستهترين بالقوانين , خادمين للصالح الخاص …

كما يدرك أيضا أن العمل الجمعوي بات يعيش انحرافات كثيرة عن تعريفه ومفهومه وعن وظائفه وخصوصياته وجوهره وأهدافه ومراميه النبيلة،من طرف جمعيات أصرت على تمييعه وإفراغه من لبه وتميزه الخاص حتى أضحى الميدان يجد نفسه وسط دوامة ، اذ إنحرف عن مساره ب 360 درجه وافرغ جانب كبير من محتواه لينتشر في جسده المريض سرطان الفساد ، وهكذا أصبحت بعض الجمعيات جمعيات للفساد بامتياز يمارس فيها المفسدون هوايتهم المعهودة للكسب غير المشروع ، والنتيجة اذن أننا أصبحنا أمام مظهر جديد من مظاهر الفساد في المغرب يمكن تسميته بالفساد الجمعوي، حيث أن خطورة ظاهرة الفساد الجمعوي الذي بدأ يستشري بالدراركة هو مأسسته وتحوله إلى سرطان ينهش في جسد الساكنة المحلية  ويزرع سلوكا انتفاعيا يضرب في الصميم القيم النبيلة والأصيلة للعمل الجمعوي ويهدمها.

ونعلم أيضا أن هناك جمعيات تشكل أذرعا وامتدادات لهيئات سياسية تستغلها وتوظفها خلال حملاتها الانتخابية ومعاركها الكبرى وبعد ذلك تدخل هذه الجمعيات في مرحلة السكون والركود والجمود وتغرق في سبات عميق في انتظار أن يطلب منها الاستيقاظ من النوم وفعل شيء ما من باب حشد الأنصار و الأصوات الانتخابية علهم يفوزون بمقاعد انتخابية، و إذا ما نجحت خطتهم و حقق مرادهم يهجرون العمل الجمعوي و يتواروا عن الأنظار.

وهناك جمعيات لا حول ولا قوة لها , تمارس الانحراف باحتراف , فقد نجد رئيس جمعية رياضية ….رئيسا لجمعية المسرح …وأمينا للمال لجمعية المعاقين رغم انه ليس بمعاق…ونائب رئيس جمعية كذا وكذا….مستشارا في جمعية كذا وكذا…….ونجد جمعية ثقافية تنظم مهرجانا شعريا بالرغم من أن رئيسها لم ينظم في حياته بيتا شعريا واحدا ان لم نقل صدرا او عجوزا …ونجد جمعية تعطي دروسا في محو الأمية بالرغم من كون رئيسها اميا بامتياز والأمثلة كثيرة …

وجاءت هذه النتائج بفعل مجموعة من الأسباب منها سهولة تفريخ واستنساخ الجمعيات و تأسيسها من طرف أناس لا يمتون بأي صلة للعمل الجمعوي فقط سمعوا عنه من بعيد بأنه وسيلة للتقرب من الإدارة و أداة سحرية لقضاء المصالح الخاصة و طريقة للتبجح و التمختر على الناس فأعجبوا بالفكرة و هرعوا لتأسيسها , إضافة الى ضعف التكوين والتأطير مما أدى الى عشوائية القطاع الذي لن يستقيم له شأن .

لكن داخل الحقل الجمعوي بالدراركة جمعيات قديمة و فتية نشيطة وفاعلة , تقوم بدورها بشكل فعال وجاد , حملت أهدافا كبرى وتترجمها على أرض الواقع , جمعيات ساهمت بشكل أو باخر في تنمية المنطقة ثقافيا واجتماعيا و رياضيا …لكنها لا زالت تعاني من عدة مشاكل تعيق مسارها التطوعي هو غياب الدعم الكافي و الاهتمام والتحفيز والتشجيع , وضعف استراتيجيات واضحة تستجيب لمعايير العمل الجمعوي بالدراركة .

هذا الواقع المر الذي بات الجسم الجمعوي يتخبط فيه يجب على كل الغيورين عليه التشمير على الساعد و الوقوف على هذا الحقل و تكنيسه من بعض الطفيليات والمتنطعين من أجل رد الاعتبار اليه وإعادته لصوابه …

للإشارة هذه السطور ليست دعوة للنفور من العمل الجمعوي أو انتقاصا من المجهودات الجبارة التي تبذلها العديد من الجمعيات الجادة و التي تقدم خدمات جليلة للساكنة الدراركاوية ، فالغرض من كتابة هذه السطور هو تسليط الضوء على بعض الممارسات المشينة التي ترافق العمل الجمعوي فقط. .

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *