الرئيسية يساعة 24 هكذا قتل الإبن الطالب في الماستر والده الأستاذ

هكذا قتل الإبن الطالب في الماستر والده الأستاذ

كتبه كتب في 7 سبتمبر 2017 - 19:45

أكادير تيفي

الجاني استعمل قنينة غاز في الجريمة وباشر ترتيبات دفنه بحديقة المنزل قبل أن يتراجع

أوقفت الشرطة القضائية مساء الأحد الماضي، طالبا جامعيا ( 26 سنة) حاصلا على الإجازة في الفيزياء ويواصل دراسته في الماستر، يشتبه في إجهازه على والده باستعمال قنينة غاز حتى الموت ليلة عيد الأضحى، قبل أن يتوارى عن الأنظار، بعدما قضى ليلة كاملة بجانب جثة والده الأستاذ الجامعي بكلية العلوم بالجديدة.

اكتشاف الجثة
ذبح جميع الجيران الذين يقطنون بجوار الضحية أضحية العيد، إلا كبش الأستاذ الذي ظل يصدر مأمأة استمرت طيلة مساء الجمعة الماضي، ظن الجيران أنه ربما ينتظر قادما من بعيد يشاركه فرحة العيد الكبير، لكن الوضع استمر على حاله، سيما أن باب الفيلا ظل مفتوحا ودون أن يظهر للأستاذ أثر ما ولد ريبة استدعت ربط الاتصال بأمن الجديدة، الذين ما أن دلفوا إلى داخل المنزل، حتى راعهم منظر الأستاذ الجامعي مضرجا في دمائه وهو على فراش النوم. وضع ولد قناعة أن شبهة جنائية ترافق هذه النهاية المأساوية للضحية، الذي كان يعيش بمفرده بعد أن طلق زوجته بثلاثة أبناء .

بداية البحث
التقط محققون صورا متعددة للجثة وكافة أركان مسرح الجريمة ورفعوا كافة الجزئيات التي تسهل عليهم اقتفاء أثر القاتل، لكن ذلك لم يكن أبدا كافيا في ظل اتضاح واقعة قتل غير مقرونة بالسرقة، وأيضا عدم تكسير قفل باب الفيلا، أو غيره من الأبواب التي ولج منها الجاني أو الجناة .
لكن بدا للمصطفى رمحان رئيس الشرطة القضائية بالجديدة، خيط رفيع يختصر به المسافات إلى الجاني، لما وجه سؤالا إلى جيران الضحية فيما إذا كانوا شاهدوا برفقته أحدا قبل يوم العيد، فأكدوا له أنه كان بصحبة ولده الذي اعتاد أن يزوره بين الفينة والأخرى سيما أثناء العطل الدراسية.
وإثر هذه الإفادة تمكن رمحان من الحصول على رقم الهاتف المحمول لابن الضحية، إلا أن هاتفه ظل مغلقا.

شكوك تحوم حول الابن
ولدت المعطيات الأولية للمحققين أن كل الشبهات تحوم حول الابن، وأن مسألة قطع الشك باليقين رهينة بإيقافه. أمر فرض انتقال فريقين من المحققين إلى المحمدية حيث تقطن والدته وإلى البيضاء حيث يستقر أقرباء له كان يتردد عليهم باستمرار، لكن لم يعثروا له على أثر .
ازدادت مهمة المحققين صعوبة وهم الذين كانوا يسابقون الزمن للوصول إلى الابن، الذي قوت الشكوك حوله، سيما أنه لم يعد إلى بيت والدته بالمحمدية.

إيقاف الابن بجماعة قروية
ضيق المحققون الخناق على الابن المختفي، سيما في جميع الأماكن التي يمكن أن يتردد عليها، ومنها الجماعة القروية لمولاي عبد الله المحاذية للجديدة، حيث أسفرت عملية ترصد عن إيقافه عشية الأحد الماضي بأحد الدواوير، منهمكا في تدبير خطة تبعده عن حبال أمن الجديدة .

اعتراف بالقتل
اقتاده المحققون إلى مقر الشرطة القضائية، وهناك شرعوا في استنطاقه، إذ لم تكن المهمة هينة وهو الذي تمسك بالإنكار في البداية قبل أن ينهار معترفا، أنه هو من قتل والده ليلة عيد الأضحى، وواصل «دخلت مع والدي في ملاسنة ولما خلد للنوم راودتني ذكريات سوداء معه منذ طلق والدتي، لم أستطع التغلب عليها، استحوذت علي فكرة تصفيته، لم أتردد طويلا عندما استرقت النظر إلى غرفته، كان غارقا في نومه، لحظتها توجهت إلى المطبخ ونزعت قنينة غاز كبيرة الحجم من أنبوبها، وتسللت حتى لا أوقظه، وهويت على رأسه بالقنينة ثم واصلت عملية الضرب دون أن يبدي مقاومة تذكر، إلى أن تأكدت أنه أصبح جثة هامدة بدون حراك».

محاولة التخلص من الجثة
بعد أن تأكد من قتل والده (60 سنة)، أمضى قرابة ساعة بجوار جثته يفكر في طريقة تبعد عنه الشبهات، قبل أن يهتدي إلى فكرة دفنه بحديقة الفيلا والتبليغ عن اختفائه، وفعلا في مكان بين شجرتين بالحديقة وبواسطة معول بدأ عملية حفر قبر لدفنه، لكنه لم يقو على مواصلة عملية الحفر التي بدت له عسيرة، فعدل عن فكرة الدفن وانتظر الخيوط الأولى لصباح العيد فغادر الفيلا حائرا. فكر في البداية أن يتوجه صوب منزل والدته بالمحمدية لكنه تراجع خوفا من اقتفاء أثره، مستسلما لرحلة تيه بجماعة مولاي عبد الله لم تدم أكثر من 24 ساعة .

المصدر: موقع جريدة الصباح 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *