الرئيسية يساعة 24 عندما تكون السياسة بروائح كريهة

عندما تكون السياسة بروائح كريهة

كتبه كتب في 15 يوليو 2016 - 14:05

 

 

شهر أو أكثر لم يداعب القلم أصابعي، لأكتب وأخط. اللهم بعض الكلمات أو الأسطر، أو لتحرير أخبار و مقالات بحكم العمل والواجب لا اكثر.  شهر أو أكثر، حجف قلمي، و رفض  الانصياع لي، أو عجزت عن ترويضه متى شئت. الآن أكتب وأعتذر أني سأسطر أحرفا ليس لأحدثكم عن مشاعر حب أو ماشابه، ولكن لأحدثكم عن الأزبال، أعز الله قدركم.

هذه الرائحة التي أبت  إلا أن تزكم أنوفنا، مدة اسبوعين او اكثر، وتلطخ سمعتنا، بين الجوار، وبين “العادي والبادي”، فبتنا نصبح ونمسي على روائحها المنبعثة، عبر قنوات القطب المفروض علينا فرضا، ومواقع التواصل، ثم المواقع الإخبارية رغم أن بعضها لا تمت للإخبار بصلة،  بل لها هي الأخرى نصيب من الروائح المقرفة.

على أي ماالذي جنيناه كشعب من تلك الروائح، أقصد من تلك” الزبالة “، من المستفيد من صفقات بهذه النتانة، ومن الرابح الأكبر من فضح هذه الانبعاثات ومن كان يريد أن يشمم الشعب والعالم روائحنا المحروقة؟؟.
فتهاطلت التفسيرات،  والشروحات،  وبرامج ونقاشات، ولم نأخذ  ولو تفسيرا واحدا مقنعا، نظيفا نقيا من كل الشوائب و الأجندات، لتقول تلك التي تشتغل “إثنين وعشرين ساعة”، لأجل عيوننا؛ أن النفايات ليست خطرة، ويقول آخر أنها قانونية، وثالث  يزعم أنها صفقة بين البلدين، و رابع ينفي كل هذا ويؤكد  أنها بين الخواص، ليتم الاستفادة من انخفاض تكلفة اشتغال شركة الاسمنت.  بينما هناك من قال، أن الصفقة ليس الوحيدة، وليست حديثة ولابالجديدة، وأنها منحة، ويا سلام على المنح، بل هي عطية سخية إيطالية، فوقها إكراميات نقدية، مليارية، ربما تعرف طريقها، لبعض الجيوب الشخصية، وليست لها علاقة بالمصلحة الجماعية.

ولو كانت ذات منفعة لكانت إيطاليا ستحتفظ به لنفسها، أو تهبه لصديقاتها وجاراتها، وأخواتها في الملة والدين، أو كانت لتبيعه لنا بيعا، وندفع ثمنه نقدا، فلماذا تمنحه لنا منحا، بل وترشينا أو ترشيهم  بالإكراميات!!!.
ثم نقرأ أخبارا بل فضائح  عالمية، تنبعث منها روائح  إسرائلية،  وشركات ملاحية ، وهو ما تسرب إلينا عن شركة تسمى “زيم”، أقر أني لم أسمع عنها من قبل، ذات الجنسية الصهيونية، وأغراض تجارية، حتى لو تجاهلت حالتنا الصحية،  أو كانت لها أغراض عدوانية.

سؤال آخر، بين تلك الأسئلة العديدة التي تسربت إلى  أنفي،  لماذا الفضح والفضيحة، في سنة أعطيت فيها إنطلاقة مشروع نور 2، كأكبر طاقة إنتاجية في العالم، التي تدخل ضمن الطاقات النظيفة، ونفس السنة التي صودق من خلالها على مرسوم 28.00 المتعلق بتطوير النفايات، والتخلص منها، وتصنيفها، وتحديد الخطرة منها، وتدبير النفايات الصيدليةوالطبية، و منع صنع الأكياس البلاستيكية. في خطوة راقية تستحق التنويه، قلت بعد كل هذه الخطوات تبقى خطوة أخرى مهمة، وهي مؤتمر “كوب22″للبيئة. للتذكير فقط العجلات المطاطية والنفايات البلاستيكية،  كانت تحرق حرقا، منذ زمن، وعدد سنين.

لن أطيل أكثر، ولكني أحس أن إحراجا كان الهدف والفضح كان المآل، وانقلب السحر على الساحر، ولنا لقاء وكلام، و أذكركم بما قيل ويقال،  وأتمنى أن يتخلص بلدنا، وسياسة بلدنا، وتلفزيون بلدنا من الروائح والأزبال وكلام الشوائب والأوساخ، لأننا لا نريد عطورات فرنسية، أو بخورات إيماراتية، بل نريد ريح بلدنا النقي، النقي وحسب.

بقلم أمال حواري

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *