الرئيسية يساعة 24 عبابو أو أكادير الثقافي

عبابو أو أكادير الثقافي

كتبه كتب في 10 يناير 2019 - 10:21

عندما أفكر في سي عبد القادر عبابو لا يمكن أن أستحضر صورته دون استحضار حضوره وتلازمه مع تاريخ المدينة الثقافي، حتى إنني أخال أنهما متحدان. ولذلك، فأن يلم به مرض اليوم وكأني بأكادير الثقافي مريض. … وأن تمتلئ صفحات الإخوة الزرقاء والبيضاء كلمات ضد هذا المتسلل إلى مناحي الرجل، فكأنها تقف في الوقت نفسه ضد كل ترهل ثقافي بالمدينة. فإن أصابه مكروه انزوى أكادير الثقافي في قارعة الطريق تاركا للحالمين بطمس معالم الوجود الإبداعي فسحة لتوسيع دوائر الزحف الإسمنتي المقرف. وليس ما أقوله ترف، بل استرجاع ضوئي للمسافات التي تخيط النسغ بالصوغ وتجعل الإبداع يكتسي حلة الشمول.

أو ليس الرجل من سكن دار الشباب لعقود من الزمن ؟ أو ليس الرجل من زاوج بين الشعر والمسرح والقول المباح والسينما في نادي 2000 ونادي المشهد السينمائي وما انبرى ولا تاهت خطواته؟ ألم يكن مع رواد مثل بزيكا وراء إنشاء فرع لاتحاد كتاب المغرب بالجنوب؟ أو لم يخرج للدنيا وللناس من المسرحيات ما تتذكره قاعات المدينة أكثر من أناسها؟ “ثورة الزنج” و”رحلة السيد عاشور” و”القرى تصعد إلى القمر” و”المهمة” و”باب أربعة” و”أونامير”؟ من تجربة الاتحاد الإقليمي لمسرح الهواة وفي تجربة المحترفين والمحترفات، كان عبابو حاضرا باستمرار وكلما استحق لحظات وجدته يتغنى باللون البنفسجي للجاكاراندا كلما أزهرت …. لن يدرك اللاهثون وراء تفاهات الدنيا معان لما نقول؛ كما لن يأبه بكلامنا من تعلم الغوغاء والضوضاء والبيع والشراء دون أن يلتفت لهذا الأكادير الثقافي الإبداعي. ثم في الأخير ، ألم يجسد عبابو دائما شكل التمرد على المعتاد في حيوات الناس بلحيته وشعره الطويل؟
شامخ واقف لهزم هذا المتسلل خلسة إليك… ونحن معك في كل إحساسك الكبير لأن أكادير الثقافي ممتد فيك ولأنك لم تبرح مكانك إلا للبحث عن ظلال وارفة تحمي هذا العش، هذا العشق … أكادير التي نحلم دائما بأن تكتب فوق حبات الرمل أناشيد الإبداع والحياة … فلك الشفاء ولك البهاء ولنا منك مستقبل الأشياء ودفء الذكريات ….

 الدكتور عمر حلي

رئيس جامعة إبن زهر

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *