الرئيسية مواقف وأراء العزوف واقع حال السياسة بالمغرب

العزوف واقع حال السياسة بالمغرب

كتبه كتب في 4 فبراير 2016 - 20:17

أكادير تيفي_

مامفهوم السياسة؟ما العلاقة بين الأخلاق والسياسة؟لماذا الشباب عازف عن المشاركة السياسية؟أين تكمن أهمية المشاركة السياسية للشباب؟ قبل التطرق إلى الموضوع قيد الدراسة لا بد من تعريف السياسة.فالسياسة بشكل مفصل هي من جهة فن تدبير الشأن العام والمحلي من نخب أو أشخاص تم انتخابهم من المواطنين. ومن جهة أخرى، في نظري هي نتاج لسيرورة تفاعلات ممارسة داخل المجتمع عن طريق كل القوى الحية المهيكلة والتي تشتغل داخل نسق الفعل أو الحركات الإجتماعية سواء منها المواطنة أو ذات مطالب رديكالية. فالكل يشتغل داخل المجتمع وهو مؤطر بأفكار تشكل مرجعية قيمية يستند عليها في الفعل السياسي الممارس.

إن الشباب المغربي ليس عازفا عن المشاركة بقدر ما هو عازف عن العمل الحزبي، نظرا لإيمان فئة عريضة بأن دخول الشباب للسياسة لن يحدث أي تغيير ، لأن الأحزاب تهمل البرامج الحزبية الحقيقية التي تهم الشباب، وإحتكار الأعيان وتطبيق فكرة الشيخ وعلاقته بالمريد. بالإضافة إلى إستغلال الطاقات الشابة للوصول إلى مركز القرار، وتحقيق غايات سياسية،وإنعدام القوة الإقتراحية للأحزاب باعتبارهم فاعل رئيسي في بلورة السياسات العمومية ، وأكبر مثال على هذا هو عجز الأحزاب المغربية عن التعامل مع الورش الإصلاحي الجديد، الذي هو الجهوية المتقدمة، إذ أن أغلبها لم تتجه نحو مناقشة وحمل هذا المشروع إلا بعد الطلب الذي وجهته اللجنة الملكية الإستشارية للأحزاب التي عينها الملك في خطابه السامي، حيث أقر فيه على ضرورة رسم سياسة ترابية تراعي كافة الخصوصيات الثقافية والإجتماعية والمجالية. فهذا إن دل على شئ إنما يدل على إنكباب أحزابنا المغربية على الصراعات السياسية ، والتخلي عن المسؤوليات التي من اجلها نشأت.

كلنا نجزم بأن التحول الديمقراطي رهين بإشراك الشباب في صنع القرار إلا أن الممارسة أثبتت عكس ذلك، بحيث نجد هذه الفئة عازفة تمام العزوف عن المشاركة السياسية لأننا نؤمن بأن المشاركة والثقافة السياسية هي أحد أهم مبادئ الديمقراطية ، وتقوية النظام السياسي فضلا عن تجاوز التخلف السياسي مروراً بالتنمية السياسية للوصول إلى الحداثة السياسية. وهذا لن يبرز إلا بالديمقراطية التشاركية. فالشباب لديه وعي سياسي، وملم بكل الأحداث السياسية حتى وإن لم يكن له وزن داخل الهيئات السياسة خاصىة الأحزاب. العزوف هذا لم يأتي إعتباطيا بل جاء نتيجة لعد بواعث تاريخية وإقتصادية وإجتماعية وتربوية :

البواعث التاريخية: بمعنى وجود إرث تاريخي سياسي خاصة في بلد عرف إنتهاكات جسيمة أثناء ما يسمى بسنوات الرصاص وما تبعه من تعذيب وإختفاء قسري . هذا جعل الأسر المغربية تخشى مشاركة أبنائهم في السياسة وتخويفهم من متاعب وويلات النضال السياسي.

البواعث الإقتصادية والإجتماعية: مرتبطة بالبطالة والفقر في أوساط الشباب جعلهم يدخلون في معارك إحتجاجية، بدل الدخول في هيئات سياسية بها يواصلون مدخلاتهم، إلا أن الثقة منعدمة تماما في هذه الهيئات لتبعيتها للنظام باعتبارها نسق سياسي فرعي مصنوع من النظام، لضمان إستمرارية هذا الأخير كإشارة إلى النظرية المكيافيلية التي كانت تسعى إلى تقوية الدولة بكافة الوسائل، لأن الغاية تبرر الوسيلة أو إمكانية الإستثمار في مطالب الشباب.

البواعث التربوية: تكمن في ضعف الوعي المدرسي والجامعي، المتمثل في غياب برامج تؤهل الشباب سياسيا وتحفزهم على الإبداع وإعطاء بدائل وإيصال مدخلاتهم للنظام . وجدير بالذكرأن ما يتعرض له الطلبة الشباب من عنف جامعي ومن مقاربة أمنية يجعلهم ينفرون من مؤسسات الدولة وهيئاتها السياسية ، لأن مادور هذه الهيئات إن لم توصل مشاكل وهموم الشباب ؟ أم أن دورها هو المقاربة الأمنية وتغييب المقاربة الإقتصادية والإجتماعية؟ فمؤسسات الدولة تتحمل المسؤولية الكاملة وراء ما يتعرض له الطلبة من غياب للتأطير وغياب سياسة القرب ، والتوصل معهم لمخرجات تلبي كافة حاجياتهم. وحينئذ ستلقى قبول من الشباب لأن في الأنظمة السياسية الديمقراطية أن من يلبي حاجيات المواطن أو يحقق مصالحه هو الهيئة الأولى بالثقة.

زد على هذا نجد الميوعة الحزبية والتشردم الحزبي يتضح جليا من خلال كثرة الأحزاب وكثرة الترحالات السياسية وغياب حكامة حزبية يتم فيها ربط المسؤولية بالمحاسبة، وجعل السياسة مرتبطة بمن لهم المال والنفوذ، وما يندى له الحجر هو ا إستعمال الوسائل غير المشروعة في العمل الحزبي خاصة في الفترات الإنتخابوية كالمخدرات.

إذا لا يمكننا أن نلوم الشباب على عزوفه السياسة، ما دمنا نحتاجه فقط في الأعياد الإنتخابية والبوتيكات السياسية. إن صح القول نستغلهم لتقوية الخطاب وإقناع المواطنين به. بل الأجدر أن نعطي صلاحيات واسعة للشباب داخل الأحزاب وتمثيلية حقيقية دخل البرلمان والجماعات ، ليأخذ بزمام الأمور، مع ربط ذلك بالمحاسبة حتى نخلق ثقافة سياسية قوية وليس ثقافة خضوعية رعوية.

صفوة القول، إن الحل في نظري، هو محاولة البحث عن العمل الجمعوي ودور الشباب ومختلف هيئات المجتمع المدني التي أضحت بديلا يحتضن قاعدة شباية مهمة. بالإضافة إلى صياغة نداء جماعي يضم بدائل وتوصيات لإشراك الشباب في السياسة فاعلا وصانعا للقرار وليس راكعا له.

يحيى عفن

طالب حقوق ومستشار في حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *